سورة الفرقان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


قوله تعالى: {تَبَارَكَ} في تبارك ثلاثة أوجه
أحدها: تفاعل مع البركة، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الذي يجيئ البركة من قِبَلِهِ، قاله الحسن.
الثالث: خالق البركة: قاله إبراهيم.
وفي البركة ثلاثة أقاويل:
أحدها: العلو. الثاني: الزيادة.
الثالث: العظمة. فيكون تأويله على الوجه الأول: تعالى، وعلى الوجه الثاني تزايد، وعلى الوجه الثالث: تعاظم.
و {الْفُرْقَانَ} هو القرآن وقيل إنه اسم لكل كتاب منزل كما قال تعالى:
{وَإِذ ءَاتَينَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفَرْقَانَ} وفي تسميته فرقاناً وجهان:
أحدهما: لأنه فرق بين الحق والباطل.
الثاني: لأن فيه بيان ما شرع من حلال وحرام، حكاه النقاش.
{عَلَى عَبْدِهِ} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، وقرأ ابن الزبير {عَلَى عِبَادِهِ} بالجمع
{لِيَكُونَ لِلْعَالَمينَ نَذِيراً} فيه قولان
أحدهما: ليكون محمد نذيراً، قاله قتادة، وابن زيد.
الثاني: ليكون الفرقان، حكاه ابن عيسى. والنذر: المحذر من الهلاك، ومنه قول الشاعر:
فلما تلاقينا وقد كان منذر. ***. نذيراً فلم يقبل نصيحة ذي النذر
والمراد بالعالمين هنا الإِنس والجن لأن النبي صلى الله عليه قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما وأنه خاتم الأنبياء، ولم يكن غيره عامّ الرسالة إلا نوحاً فإنه عم برسالته جميع الإِنس بعد الطوفان لأنه بدأ به الخلق، واختلف في عموم رسالته قبل الطوفان على قولين:
أحدهما: عامة لعموم العقاب بالطوفان على مخالفته في الرسالة.
الثاني: خاصة بقومه لأنه ما تجاوزهم بدعائه.


قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني مشركي قريش، وقال ابن عباس: القائل منهم ذلك النضر بن الحارث.
{إِن هذَآ} يعني القرآن
{إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ} أي كذب اختلقه
{وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ} وفيمن زعموا أنه أعانه عليه أربعة أقاويل
أحدها: قوم من اليهود، قاله مجاهد.
الثاني: عبد الله الحضرمي، قاله الحسن.
الثالث: عدّاس غلام عتبة، قاله الكلبي.
والرابع: أبو فكيهة الرومي، قاله الضحاك.


قوله تعالى: {وَقَالُواْ مَا لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ} فيه وجهان:
أحدهما: أنهم قالوا ذلك إزراء عليه أنه لما كان مثلهم محتاجاً إلى الطعام ومتبذلاً في الأسواق لم يجز أن يتميز عليهم بالرسالة ووجب أن يكون مثلهم في الحكم.
الثاني: أنهم قالوا ذلك استزادة له في الحال كما زاد عليهم في الاختصاص فكان يجب ألاّ يحتاج إلى الطعام كالملائكة، ولا يتبذل في الأسواق كالملوك.
ومرادهم في كلا الوجهين فاسد من وجهين:
أحدهما: أنه ليس يوجب اختصاصه بالمنزلة نقله عن موضع الخلقة لأمرين:
أحدهما: أن كل جنس قد يتفاضل أهله في المنزلة ولا يقتضي تمييزهم في الخلقة كذلك حال من فضل في الرسالة.
الثاني: أنه لو نقل عن موضوع الخلقة بتمييزه بالرسالة لصار من غير جنسهم ولما كان رسولاً منهم، وذلك مما تنفر منه النفوس.
وأما الوجه الثاني: فهو أن الرسالة لا تقتضي منعه من المشي في الأسواق لأمرين:
أحدهما: أن هذا من أفعال الجبابرة وقد صان الله رسوله عن التجبر.
الثاني: لحاجته لدعاء أهل الأسواق إلى نبوته، ومشاهدة ما هم عليه من منكر يمنع منه ومعروف يقر عليه.
{لَوْلآَ أُنزِلَ إِلَيهِ} الآية أي هلا أُنزل إليه {مَلَكٌ} وفيه وجهان
أحدهما: أن يكون الملك دليلاً على صدقه.
الثاني: أن يكون وزيراً له يرجع إلى رأيه.
{أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ} فلا يكون فقيراً
{أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} والجنة البستان فكأنهم استقلّوه لفقره. قال الحسن: والله ما زَوَاهَا عن نبيه إلا اختياراً ولا بسطها لغيره إلا اغتراراً ولوا ذاك لما أعاله.
قوله: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ} يعني مشركي قريش وقيل إنه عبد الله بن الزبعرى.
{إِن تَبَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} فيه وجهان
أحدهما: سحر فزال عقله.
الثاني: أي سَحَرَكُمْ فيما يقوله.
قوله تعالى: {انظُرْ كَيفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ} يعني ما تقدم من قولهم.
{فَضَلُّواْ} فيه وجهان
أحدهما: فضلواْ عن الحق في ضربها.
الثاني: فناقضوا في ذكرها لأنهم قالوا افتراه ثم قالوا تملى عليه وهما متناقضان.
{فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: مخرجاً من الأمثال التي ضربوها، قاله مجاهد.
الثاني: سبيلاً إلى الطاعة لله، قاله السدي.
الثالث: سبيلاً إلى الخير، قاله يحيى بن سلام.
قوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً} قال عبد الله بن عمرو: إن جهنم لتضيق على الكافرين كضيق الزج على الرمح.
{مُّقَرَّنِينَ} فيه وجهان
أحدهما: مُكَتَفِينَ، قاله أبو صالح.
الثاني: يقرن كل واحد منهم إلى شيطانه، قاله يحيى بن سلام.
{دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} فيه ثلاثة أوجه
أحدهما: ويلاً، قاله ابن عباس.
الثاني: هلاكاً، قاله الضحاك.
الثالث: معناه وانصرافاه عن طاعة الله، حكاه ابن عيسى وروي النبي صلى الله عليه السلام أنه قال: «أَوَّلُ مَن يَقُولُهُ إِبْلِيسُ»

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7